الحب والعشق الصحيح
لمن يتهمون المسلمون بأنهم أصحاب قلوب غليظة لا يعرفون الحب والرومانسية إليكم هذه القصة
أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب بنت الرسول وخالته السيدة خديجة
لم يمض على زواجهما إلا أعوام قليلة حتى ظهر الإسلام لم يدخل أبا العاص فى الإسلام وكان يكره فراق دين أبائه وطلب منه أهله أن يفارق زوجته ويردها الى بيت أبيها وهم يزوجوه غيرها مما يختار من بنات قريش فقال : لا والله انى لا أفارق صاحبتى وما أحب أن لى بها نساء الدنيا جميعا
ولما هاجر الرسول وخرجت قريش لقتاله فى بدر خرج أبو العاص معهم إضرارا لمنزلته من قومه وعندما انتهت المعركة كان من بين الأسرى أبا العاص زوج زينب بنت محمد , فرض النبي على الأسرى فدية للفك من الأسر وكانت تقدر بـ 1000درهم أو 4000درهم حسب منزلة الأسير
بعثت زينب رسولها إلى المدينة يحمل فدية زوجها أبى العاص وجعلت فيها قلادة كانت أهدتها لها أمها خديجة بنت خويلد ..فلم رأى الرسول القلادة غشيت وجهه الكريم غلالة شفافة من الحزن العميق ورق لابنته أشد الرقة فقد تذكر السيدة خديجة ثم التفت إلى أصحابه وقال : إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبى العاص فان رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ..فقالوا نعم ونعمة عين يا رسول الله ..أي سنفعل ما طلبته لنقر عينك ونسرك ...واشترط الرسول على أبى العاص أن يرجع له ابنته من غير إبطاء ففعل أبى العاص ووفى بعهده ورد زينب إلى الرسول وبعد ذلك قبل فتح مكة خرج أبو العاص مع قافلة من الشام للتجارة وبرزت له سرية من سرايا الرسول فأخذت العير وأسرت الرجال وهرب أبا العاص وتخفى فى الليل ودخل المدينة خائفا يترقب ومضى حتى وصل الى زينب واستجار بها فأجارته ..ولما خرج الرسول لصلاة الفجر واستوى قائما فى المحراب صرخت زينب وقالت أنا زينب بنت محمد وقد أجرت أبا العاص فأجيروه وبعد الصلاة التفت الرسول الى الناس وقال والذى نفسى بيده ما علمت بشئ من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه وانه يجير من المسلمين أدناهم ثم انصرف الى بيته وقال لزينب أكرمى مثوى ابى العاص واعلمي أنك لا تحلين له ... ثم دعا رجال السرية التى أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم ان هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أخذتم ماله فان تحسنوا وتردوا عليه الذى له كان ما نحب وان أبيتم فهو فئ الله الذى أفاء عليكم وأنتم به أحق ...فقالوا : بل نرد عليه ماله يا رسول الله فلما جاء ابو العاص لأخذ ماله قالوا له أنت فى شرف من قومك فهل لك ان تسلم ونترك لك المال كله فتنعم به وتبقى معنا ومع زوجتك .....فقال : بئس ما دعوتمونى أن أبدأ دينى الجديد بغدرة ..ومضى بالعير وما عليها الى مكة فلما بلغها أدى لكل ذى حق حقه ثم قال : يا معشر قريش أما انى قد وفيت لكم حقوقكم فأنا أشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ..والله ما منعنى من الإسلام عند محمد الا خوفى أن تظنوا أنى انما أردت أن آ كل أموالكم ثم رجع الى المدينة وذهب الى الرسول فأكرم وفادته ورد اليه زوجته...
هذا هو الحب ...حب الرسول للسيدة خديجة وحب ابا العاص لزوجته وحب السيدة زينب لزوجها وحب الصحابة للرسول ...أرأيتم حب أعمق وأقوى من هذا ....؟!