تحدث النبي الكريم عن
أمر لم يحدث إلا بعد وفاته بثلاثة عشر قرناً، وهو ارتفاع المباني لحدود لم
يكن عقل يتصورها. قال عليه الصلاة والسلام متحدثاً عن أمر من علامات
الساعة:
(إذا رأيت المرأة تلد ربتها فذاك من أشراطها، وإذا
رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها، وإذا رأيت رعاء
البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها)
[رواه مسلم].من أخبر هذا النبي الأمي بحقيقة ارتفاع المباني وتطاول العمران؟
2-
الْبَعُووًضَة وَالاِنْسَااًنْفي
كل يوم هنالك اكتشافات جديدة حول هذا المخلوق الضعيف، فقد اكتشف العلماء
حديثاً أن البعوض يستطيع معرفة مكان إنسان ما من خلال زفير هذا الإنسان!
فقد زوّد اللهالبعوضة
بتقنيات تستطيع التقاط غاز الكربون الذي يزفره الإنسان وتحلل كميته
ومصدره، ويؤكد العلماء أن هذه الحشرة حساسة جداً لغاز الكربون بل لديها
قدرات تتفوق على أعقد الأجهزة التي صنعها البشر! فهل ندرك أهمية هذا
المخلوق ومدى تعقيده؟ ألا يستحق أن يذكره اللهفي كتابه؟ إذن لنستمع إلى قول الحق رداً على الكفار الذين اعترضوا على ذكر هذه الحشرات في القرآن:
(إِنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا
فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ
اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)
[البقرة: 26].
3-
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَابَرْزِخَاهذه الصورة تُدرّس اليوم
في كبرى جامعات العالم، وهي تمثل حقيقة يقينية في علم المياه، حيث نرى
تدفق النهر العذب وامتزاجه مع ماء المحيط المالح، وقد وجد العلماء تشكل
جبهة أو برزخ فاصل بين الماءين، هذا البرزخ يحول دون طغيان الماء المالح
على العذب، وسبحان الذي وصف لنا هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً بقوله:
(وَهُوَ
الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ
أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)
[الفرقان: 53].
4-
الْمَاّءُ وَالْجِبَاّلْفي
معظم الصور التي رأيتها للجبال لاحظتُ وجود الماء العذب والنقي بقربها،
حتى إن العلماء يعتبرون أن أنقى أنواع المياه ما نجده أسفل الجبال، إذن
هنالك علاقة بين الماء الفرات أي العذب، وبين الجبال الشاهقة أي الشامخة.
في كتاب اللهتعالى ربط دقيق بين هذين الأمرين، يقول تعالى:
(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا)
[المرسلات: 27].
والسؤال: ألا تعبر هذه الآية تعبيراً دقيقاً عن المنظر الذي نراه في الصورة؟
5-
الْمُعْصِرَاتْتبين الصورة أن هذه
الغيوم وكأنها تنعصر ليخرج منها الماء غزيراً ثجّاجاً، ولذلك فإن القرآن
الكريم وصف لنا هذه الغيوم وسمّاها بالمعصرات، يقول تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا)
[النبأ: 14].
ويؤكد
العلماء أن أي غيمة تشبه الخزان الضخم والثقيل والمليء بالماء، وكلما أفرغ
شيئاً من حمولته قلّ حجمه وانكمش على نفسه، بعبارة أخرى يمكن القول إن
القرآن وصف لنا ظاهرة المطر بدقة علمية رائعة في هذه الآية الكريمة.
6-
وَجَاءَهُمُ الْمَوَجُ مِنْ كُلِ مَكَانْنرى في هذه الصورة موجة
ترتفع عدة أمتار، وقد وجد الباحثون لدى دراسة هذه الموجة أنها تحيط الإنسان
من كل مكان. أي أنه لدى وجود سفينة في عرض البحر فإن الأمواج التي تغرقها
تحيط بها من الجهات الأربعة، وكل موجة تغلف ما بداخلها تغليفاً. هذا الوصف
الدقيق الذي نراه اليوم بالصور جاء به القرآن قبل 14 قرناً من الزمان وعلى
لسان نبي لم يركب البحر في حياته أبداً ولم يرَ هذه الأمواج وهي تحيط
بالسفن، يقول تعالى:
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ
بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ
وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ
بِهِمْ دَعَوُا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ
فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[يونس: 22-23].
7-
يُوُلِجُ الْلَيَلَ فِي الْنَهَارْلقد
وجد العلماء أن تداخل الليل في النهار عملية معقدة جداً، حتى إنهم لم
يستطيعوا حتى الآن إدراك ما يحدث بالضبط في الجزء الفاصل بين الليل
والنهار، ولذلك يستخدمون الكمبيوتر لدراسة هذه العملية العجيبة، ولكنهم
وجدوا أن الليل يدخل في النهار والنهار يدخل في الليل وهذه العملية تحدث
على مدار ال 24 ساعة بدون توقف، وهنا نتذكر قوله تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّ
اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * ذَلِكَ بِأَنَّ
اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ
اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
[الحج: 61-62].
وتأمل
كيف جاء الفعل بصيغة الاستمرار للدلالة على أن العملية مستمرة، وكذلك
السؤال: من كان يعلم منذ 14 قرناً أن الليل والنهار في حالة تداخل مستمر،
وأن هذه العملية آية من آيات الله تستحق الذكر والتفكر؟! 8-
لَنْ يُخْلَقُواْ ذُبَابَاً لقد وجد العلماء أن تركيب
الذباب معقد جداً، ويستخدم تقنيات معقدة في طيرانه وحياته، ولذلك فهم
يعترفون اليوم أنه ليس باستطاعتهم تقليد الذباب في طيرانه المتطور على
الرغم من التطور التكنولوجي المذهل. ويمكن أن نقول إن عدد الأبحاث التي
ألفت حول الذباب يبلغ أكثر من عشرة آلاف بحث، ويقول العلماء: إننا لا نزال
نجهل الكثير عن هذا المخلوق العجيب. وهنا تتجلى أهمية قوله تعالى متحدياً
أولئك الملحدين:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ
الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ
اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
[الحج: 73-74]فهل نقدر الله حق قدره ونحن المؤمنون به؟9-
حَقِيْقَة دَوَرَانِ الاَرْضْهنالك حقيقة علمية وهي
أن هذه الأرض تدور حول نفسها، بحركة دائرية حول محورها وتبلغ سرعتها عند خط
الاستواء بحدود (1670) كيلومتراً في الساعة وهذه السرعة أعلى من سرعة
الصوت التي تبلغ 1200كم في الساعة، وبالرغم من ذلك لا نحس بها! يقول تعالى:
(صنع
الله الذي أتقن كل شيء)
[النمل: 88].
وبالإضافة
لدورانها حول نفسها فهي تدور حول الشمس بسرعة عظيمة تبلغ أكثر من مائة ألف
كيلو متر في الساعة!! إذن تدور الأرض حول نفسها دورة كاملة كل يوم، وتدور
حول الشمس دورة كاملة كل سنة، وتدور الأرض مع المجموعة الشمسية حول مركز
المجرة في زمن قدره أكثر من (200) مليون سنة لتتم دورة كاملة!! فانظر إلى
هذه النسب في الدورات: يوم - سنـة – 200 مليون سنة. ليس هذا فحسب، بل
المجرة بأكملها تدور في فلك شديد الضخامة لا يعلم نهايته إلا الله تعالى القائل:
(وكل في فلك يسبحون)
[يس: 40].
10-
عُمْرِ الاَرْضْيقدر العلماء عمر الأرض بأكثر من أربعة آلاف مليون سنة، واللهتعالى
أعلم. وتبلغ مساحة سطح الكرة الأرضية (510) مليون كيلو متراً مربعاً،
وكثافتها الوسطية (5.5) بالنسبة للماء. ألا تدل هذه الأرقام على أن كل شيء
في هذا الكون خلقه اللهتعالى بقَدَرٍ ونظام وقانون مُحكم؟ يقول تعالى:
(وفي الأرض آيات للموقنين * وفي أنفسكم، أفلا تبصرون)؟؟
11- الْكُنّْسْ اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء، وتتميز بثلاث خصائص: 1- لا تُرى، 2- تجري بسرعات كبيرة، 3-
تجذب كل شيء إليها وكأنها تكنس صفحة السماء، حتى إن العلماء وجدوا أنها
تعمل كمكنسة كونية عملاقة، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن
بثلاث كلمات في قوله تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)
[التكوير: 15-16].
فالخنَّس
أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنس وتجذب
إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في
الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها علماء الغرب!