الدجاجة في الزجاجة ؟؟؟
________________________________________
قصة:جميله جدا
هذه القصة رواها أحد معلمي اللغة العربية الأفاضل ( وكان يتصف بالذكاء والحكمة والحلم وسرعة البديهة ) يقول فيها:
في إحدى السنوات كنت ألقي الدرس على الطلاب أمام اثنين من رجال التوجيه لدى الوزارة .. الذين حضروا لتقييمي، وكان هذا الدرس قبيل الاختبارات النهائية بأسابيع قليلة.
وأثناء إلقاء الدرس قاطعه أحد الطلاب قائلاً: يا أستاذ .. ( اللغة العربية ) صعبة جداً.
وما كاد هذا الط
الب أن يتم حديثه حتى تكلم كل الطلاب بنفس الكلام وأصبحوا كأنهم حزب معارضة !! فهذا يتكلم هناك، وهذا يصرخ، وهذا يحاول إضاعة الوقت وهكذا ... سكت المعلم قليلاً، ثم قال : حسناً لا درس اليوم، وسأستبدل الدرس بلعبة، فرح الطلبة وتجهم الموجهان.رسم هذا المعلم على اللوح ( السبورة ) زجاجة ذات عنق ضيق، ورسم بداخلها دجاجة، ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة؟ بشرط أن لا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة.
فبدأت محاولات الطلبة التي باءت بالفشل جميعها، وكذلك الموجهان فقد انسجما مع اللغز وحاولا حلَّه ولكن باءت كل المحاولات بالفشل.
عندها صرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً: يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة، فقال المعلم: لا تستطيع خرق الشروط.
فقال الطالب متهكماً: إذاً يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها، ضحك الطلبة، ولكن لم تدم ضحكتهم طويلاً، فقد قطعها صوت المعلم وهو يقول: صحيح .. صحيح، هذه هي الإجابة. ( من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها )
كذلك أنتم .. وضعتم مفهوماً في عقولكم أن ( اللغة العربية ) صعبة، فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة، كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة.
يقول المعلم: انتهى الدرس وقد أعجب بي الموجهان كثيراً، وتفاجأت بتقدم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها، بل وتقبلوها قبولاً سهلاً يسيراً.
هذه هي قصة ذلك المعلم .. فكم دجاجة وضعنا نحن ؟
إذا تبنيت مفهوماً في عقلك أنه لا صعب إلا ما جعلته صعباً بإرادتك، وبإرادتك أيضاً أن تجعله سهلاً ،، فستنجزه دونما أي عوائق أو مشاكل.