محاربة الرشوة
ان محاربة الرشوة مسؤولية الجميع ؛ هذه الآفة التي يضيع بسببها حق مشروع ،مكتسب فهذا الموظف الخائن الذي لايقتنع باجرته القانونية التي يكتسبها بعمله ، هو لص مقنع تحت غطاء كثيف ، لايكتشف امره الا اذا فاحت رائحته النتنة ، ويمكن الايكتشف ،لان الراشي يعينه على ذلك بتمكينه من حق زائد عن حقه المشروع ، فالراشي -وان كان غير راض عما يعطيه من دراهم او غيرها -في الحقيقة هو من شجع هذا اللص على سرقة ماله وهو ينظر بعينه ويبتسم ابتسامة غير راض عنها داخليا .كم من رجل سلطة او شرطي او دركي ينهب اموال المواطنين ظلما وعدوانا. وهم يدعون في داخلهم على من اخذ اموالهم غصبا ، وحيلة ، بدون ان يترك مايدل على جريمته.
اذا ذهبت تشتكي بمن اخذ اموالك في حالة عدم رضاك عن الرشوة تجد نفسك مورطا -اما ان تدلي بحجج عن شكواك -او تصبح مدانا، لانك اتهمت شخصا بغير دليل .واذا كان من المعلوم بالضرورة ان الحجة على من ادعى ، واليمين على من انكر.هذه آ فة تنخر اوصال المجتمع ، وتقطع اطرافه ، فمتى يعي الجميع بضرر هذه الآفة؟ ويقفون وقفة انسان واحد ضدها ، لنتخلص منها ؛كمن من مسكين ضاعت ا مواله ،وصار ينبطق عليه قول القائل : لاواو لاثور ، او قول الآخر : لازين لامجي بكري .اشارة الى ضياع كل شيء بدون طائل من وراء كل ذلك.
وهنا يطرح سؤال، حول هؤلاء المرتشين : كيف هي نفوسهم ؟هل هم مرضى ام اصحاء ؟
كم هي اجرة القاضي الذي يطمع في فلاح ببادية مغربية ، لياخذ منه رشوة لانه ظلم وجاء يحتمي به ليرد له حقه المهضوم ؟ وكيف يا خذ دركي اموال فلاحين اتى بهم القدر بين يديه ليستمع الى شكواهم المتنوعة ؟.ان المرتشي لص يسرقك وانت تنظر وترى السارق ، ولكن لاتقدر ان تحرك ساكنا ؛حكى لي احد من رمى به القدر بين يدي هؤلاء المرتشين لشيء بسيط جدا، فرمى له خمسين درهما ، فردها اليه الدركي -وحلف عليه ان يكملها مائة درهم .آه من الظلم في اصنافه المتعددة التي تلحق بانسان هذا الوطن ،لكم يصبر الناس في هذا الوطن المجروح .
ولكن للصبر حدود ، كما هو معلوم.
اذا كنا مسلمين ، يجب علينا ان نعرف حكم الدين الاسلامي في هذه الآفة التي تنخر اوصال المجتمع .
فحكم الدين هو تحريمها، لانها اكل لأموال الناس بالباطل ، والله سبحانه يقول : ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل ، وتدلوا بها الى الحكام .
وفي الحديث النبوي محاربة الرشوةلعن الله الراشي والمرتشي والرائش)