كأنها عروس
اكتست حلة بيضاء
في ذاك اليوم الأسود.
أراض بيضاء زاهية
عمها نقاء رهيب
والجو دافئ حنون رغم برد الزمن.
الدهر دوار
والأحزان تلج كل لحظة الأفئدة
لكن منظر الأرض في الشتاء لن يتغير أبدا.
ذلك الأبيض الساطع
تحت نور الشمس الدافئ
قد أراح فؤادي قليلا
من أشجان الزمان البالية.
دموع الشجر متلألئة
نازلة خيوطا جامدة
تتدلى من أغصانها، جمدها برد العصر.
الطبيعة قاسية
لكن شابتها اليوم رقة
فبين دموع وثلج
عزفت سمفونية حزينة
تفتح الجرح القديم.
فليتك يا زمان تعود،وليتك يا ماض ترجع
لأحدثك بما فعلته الشجون
بهذا الفؤاد المنقبض.
البرد يسري في عروقي
والثلج جمد دموعي
والريح عصفت بكلماتي
فضاعت القافية
وتاهت بين ظلال السحب تنتظر شروق الشمس الغالية
شمس السعادة الغامرة
التي لم أعد أراها مذ غمرت الأحزان فؤادي
وطمست الأقراح نوري.
هي أرض اكتست حلة ثلج حزين
فكأنما هي عروس باكية
تنتظر الشمس لتمحو دموعها
وتظمها بحنانها الوافي ولكن ...
ضاع انتظارها هباءا
فتجمدت دموعها، وخمدت أحاسيسها
وبقيت كذكرى جامدة،في غابة من الألم.