حقق فريق الأهلي المصري لقب بطولة كأس السوبر الأفريقي للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك بتغلبه 2-1 على منافسه ليوبار الكونجولي في اللقاء المثير الذي جمع بينهما على إستاد برج العرب بمدينة الأسكندرية، وسط حضور جماهير محدود وفق ما سمحت به الجهات الأمنية.
تقدم رامي ربيعه للأهلي في الدقيقة 55 من الشوط الثاني، وضاعف محمد بركات النتيجة بهدف ثاني في الدقيقة 70، ونجح المشاغب رودي في تضيق الفارق بإحرازه هدف ليوبار الوحيد في الدقيقة 78.
وجاء الفوز باللقب ترجمة لسيطرة الأهلي على معظم مجريات اللقاء، ورغم فشله في هز شباك مضيفه طوال الشوط الاول، إلا ان ادائه تحسن في الشوط الثاني وأحرز هدفين، في الوقت الذي لم يكن فريق ليوبار لقمة سائغة بل كان أكثر من ند للأهلي، بل كان يمكن أن يحقق المفاجأة في الشوط الاول، وايضا في الوقت المحتسب بدل ضائع من الشوط الثاني لولا إستبسال شريف إكرامي ووائل جمعه.
نجح الاهلي في السيطرة على اللقاء منذ بدايته، بفضل التشكيل الهجومي الذي خاض به المباراة، بالإعتماد على رأسي حربة صريحين هما سيد حمدي وأحمد عبد الظاهر، ومن خلفهما عبد الله السعيد كراس مثلث مقلوب، علاوة على الدعم الهجومي من ثلاثي الوسط بركات ورامي ربيعه وحسام عاشور، في حين التزم رباعي الدفاع جمعه ونجيب في القلب وشريف عبد الفضل وأحمد شديد على الطرفين بواجبات مركزهم، وعدم المخاطرة في الهجوم إلا بحساب.
في المقابل وضح حرص لاعبي ليوبار الكونجولي على عدم المخاطرة بالهجوم والالتزام بالنواحي الدفاعية، على أمل استغلال الهجمات المرتدة، او أي اخطاء قد تحدث من دفاع الأهلي، وظهر أكثر من لاعب بمستوى طيب، على رأسهم الهداف رودي وكيفوري ولا كولو، وتحملوا على عاتقهم مسوؤلية مشاغبة دفاع الأهلي، في حين التزم باقي اللاعبين بالواجبات الدفاعية.
قاد عبدالله السعيد بإقتدار مسوؤلية شن الحملات الهجومية على مرمى ليوبار، وتمثلت تحركاته تحت المهاجمين خطورة واضحة خاصة من خلال تمريراته البينية بين قلبي دفاع الفريق الكونجولي، ولكن على مدار 45 دقيقة كاملة لم ينجح أحمد عبد الظاهر وسيد حمدي في إستغلال هداياه المستمره، والتي كلها كانت عبارة عن تمريرات بينية في مواجهة المرمى، لكنها محاولات لم يكتب لها النجاح.
عاب الأهلي إستعجال لاعبيه في إنهاء الهجمات، علاوة على ان كل الهجمات كانت محاولات للإختراق من العمق، في الوقت الذي غابت فاعليه الأطراف لديه، المرة الوحيدة التي قاد فيها بركات هجمة منظمة من ناحية اليمين مرر عرضية نموذجية على رأس عبد الظاهر ولكن كرته وجدت طريقها إلى يد الحارس جيلداسن ( ق24)
حاول شديد قناوي محاولة إستكشاف تأثير التسديدات القوية على مرمى ليوبار فسدد من ركلة حرة على حدود المنطقة كرة قوية، نجح الحارس الكونجولي في التصدي لها ببراعة ويخرجها إلى ركنية ( ق 35).
وسط السيطرة الحمراء تتاح لفريق ليوبار فرصة في منتهى الخطورة على عكس سير اللقاء، من خطأ قاتل من وائل جمعه مدافع الأهلي، بعدما خطف المهاجم رودي وتقدم وراوغ شريف إكرامي ولكنه تطرف ناحية اليسار قليلا وسدد ولكن كرته ترتطم بالقائم الأيسر "البعيد" وترتد لإكرامي في فرصة هي الأخطر في اللقاء ( ق 37).
تمنح هذه الفرصة لاعبي فريق ليوبار بعض الثقة فتحرروا من قيودهم بالإلتزام الدفاعي الزائد، وتبادلوا الكرة في وسط الملعب بشكل أكثر ظهورا بعدما كانوا متركزين معظم الوقت حول منطقة الجزاء، في الوقت الذي إزداد حرص الأهلي خشية من المفاجأت غير المتوقعة
يدخل الأهلي الشوط الثاني بأداء أكثر شراسة ورغبة في هز الشباك التي تمنعت عليهم طوال الشوط الأول، ونفس الرغبة تملكت لاعبي ليوبار، فجاءت إنطلاقة الشوط الثاني أكثر إنفتاحا على الطرفين، وأن ظل عبد الله السعيد هو كلمة السر في قيادة هجمات الأهلي ومفتاح الوصول إلى مرمى جيلداسن.
وفعلا ينجح رامي ربيعه لاعب وسط الأهلي في تجسيد تفوق فريقه بهدف من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء بعد أن هيأ له الكرة زميله عبد الله السعيد ليطلقها قوية تجد طريقها إلى الزاوية اليمني في مرمى ليونار ( ق 55) .
يمنح هذا الهدف الأهلي الرغبة في تأكيد تفوقه وزيادة أهدافه، في الوقت الذي تحرر فريق ليوبار من قيوده بعدما اهتزت شباكه ولم يعد هناك ما يخاف عليه،، وكاد "كومبو" ان يدرك التعادل لفريقه بعدما قاد هجمه عنترية وتقدم وراوغ وانفرد بشريف إكرامي ولكن كرته إصطدمت بجسد الحارس الدولي منقذا الأهلي من هدف التعادل ( ق 65).
تنفتح الخطوط وتزداد المساحات على الجانبين، ويدفع حسام البدري مدرب الأهلي بمهاجمه عماد متعب بدلا من أحمد عبد الظاهر الغير موفق، وتزداد الهجمات على مرمى ليوبار بعدما تفككت خيوطه، ويعود المتألق عبد الله السعيد ويهدي محمد بركات تمريرة بينية داخل المنطقة في مواجهة المرمى، يتقبلها بركات ويسددها بهدوء وبإقتدار في مرمى جيلداسن محرزا الهدف الثاني للأهلي ( ق70).
يزداد تهور وإندفاع فريق ليوبار في محاولة للإلحاق بالمباراة بعد تاخرهم بهدفين، وهو ما ينجح الاهلي مساحات واسعه في دفاعات الفريق الكونجولي، لكن دون إستغلال لهذه الثغرة، في الوقت الذي ينجح المشاغب رودي في زيارة الشباك الحمراء أخيرا بمجهود فردي مستغلا تصويبة دفاعية من أحد زملائه فاستلمها في ظل رقابة وائل جمعه وسددها على يمين إكرامي محرزا هدف فريقه الاول ( ق78)، ومضيقا الفارق مع الأهلي.
كاد البديل عماد متعب أن ينهي المباراة فعليا ويؤكد مكانته كمهاجم متميز، بتسديدة قوية بعد عدة تمريرات داخل منطقة جزاء ليوبار ولكن كرته ترتطم بالعارضة لتضيع فرصة هدف ثالث.
وفي الوقت المحتسب بدل ضائع ووسط إحتفالات مبكرة، كاد البديل جانزي أن يحقق المفاجأة ويدرك التعادل لليوبار بتسديدة قوية مفاجئة لكن شريف إكرامي تصدى لها ولكن كرته سقط وكادت ان تتجه إلى الشباك مع متابعة من مهاجم الفريق الكونجولي، إلا أن وائل جمعه يستبسل ويخرجها إلى ركنية لتنتهي المباراة بفوز الأهلي وتحقيقه لقب السوبر الأفريقي للمرة الخامسة في تاريخه.